روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | النصائح السبع.. لعلاج لا مبالاة ابن السنين السبع!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > النصائح السبع.. لعلاج لا مبالاة ابن السنين السبع!


  النصائح السبع.. لعلاج لا مبالاة ابن السنين السبع!
     عدد مرات المشاهدة: 3587        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

ابني عمره 7 سنوات، وأعاني معه لكي ينجز العمل المطلوب منه بالوقت المحدد؛ فواجب قصير يأخذ منه وقتًًا طويلا؛ ليس بسبب عدم معرفته ولكن بسبب عدم تركيزه، ومعلماته في المدرسة يعانين من نفس المشكلة؛ فلابد أن تطلب منه المعلمة عدة مرات لكي ينجز المطلوب أو حتى يخرج كتابه فقط، وغالبًا ما ينتهي وقت الحصة ولم ينجز المطلوب!

كما أنه يحتاج أن يتابعه أحد ويحثه دائمًا، ولكن المعلمة ليس عندها وقت لذلك، وخصوصًا في الاختبارات، وحتى عندما أدرس له؛ فكثيرًا ما يتشتت انتباهه، ويقول لي: ماذا؟! أعيدي.. لم أسمع!

والمشكلة أني لا أعرف كيف أتعامل مع لامبالاته وعدم اهتمامه، وقد استخدمت معه نظام المكافآت لتشجيعه، وكانت أحيانًًا تنفع وأحيانًا لا تنفع، علمًا بأنني قد أنشغل عنه بأشياء أخرى.. أفيدوني جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

أختنا الفضلى:

السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكِ، وشكر اللهُ لكِ ثقتكِ بإخوانِكِ في موقع (المسلم)، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، آمين.. ثم أما بعد:

عندما قرأت رسالتك الكريمة سعدت كثيرًا باهتمامك المبكر بولدك؛ وخوفك عليه، وحرصك على أن ينجز العمل المطلوب منه بالوقت المحدد، وبقدرتك على تشخيص حالته بدرجة عالية من الدقة؛ وضحت من قولك: (فواجب قصير يأخذ منه وقتًًا طويلا)!!، وهو اهتمام محمود، ومتابعة جيدة، تعكس إحساسًا مبكرًا بالمسئولية، وإدراكًا لخطورة الأمر، فجزاكِ الله خيرًا، وجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة.. اللهم آمين.

وقد أوضحت رسالتك أن هذا السلوك الذي يصدر عن ولدك ليس بسبب عدم معرفته، ولكن بسبب عدم تركيزه، وقد تبين لكِ ذلك من معلماته في المدرسة حيث كشفن لك أنهن يعانين من نفس المشكلة؛ وأنه لابد أن تطلب منه المعلمة عدة مرات لكي ينجز المطلوب أو حتى يخرج كتابه فقط، بل إنه غالبًا ما ينتهي وقت الحصة ولم ينجز المطلوب!، وأن مشكلته أنه يحتاج أن يتابعه أحد ويحثه دائمًا، غير أن المعلمة ليس عندها وقت لذلك فهي مسئولة عن كل التلاميذ، وحتى عندما تقومين أنتِ بالتدريس له فكثيرًا ما يتشتت انتباهه، ويقول لكِ: ماذا؟!.. أعيدي.. لم أسمع!.

وتقولين في نهاية الرسالة: المشكلة أني لا أعرف كيف أتعامل مع لامبالاته وعدم اهتمامه، وتبينين أنك قد استخدمتِ معه نظام المكافآت لتشجيعه، لكنها كانت أحيانًًا تنفع وأحيانًا لا تنفع، وتقررين واقعًا وهو أنك قد تنشغلين عنه بأشياء أخرى لبعض الأوقات.

وبعد قراءة المشكلة، وتحليل محتواها، والوقوف على مواطن الخلل يجدر بنا تحديد الوصفة التالية، والتي يمكن أن تسترشدي بها في معالجته، بإذن الله تعالى:

1- استعيني بالله عز وجل: على مشكلتك، ودربي نفسكِ على هذا الخلق، فكلما ألمت بك ملمة، أو وقعت في مشكلة، أو ضاقت بك السبل، فالجئي إلى الله عز وجل؛... قومي من الليل، وتوضئي وصلي ركعتين من دون الفريضة، وبعد السلام وقبل القيام من جلسة التشهد، ارفعي أكف الضراعة إلى الله عز وجل، وتوجهي إليه بالدعاء أن يصلح لكِ ولدكِ، وأن يصرف عنه شياطين الإنس والجن، ولا تستهيني بهذا الأمر فإنه سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

2- صلي ولدك بخالقه سبحانه وتعالى: وأفضل هذه الصلات أن تعوديه على أداء الصلوات في وقتها، قدر استطاعته، ولا تظني أنه ما زال صغيرًا؛ فطالما أنه قد بلغ السابعة من عمره فقد أصبح عليكم أن تعودوه عليها؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع» حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن.

3- هوني على نفسك: فمازال ولدك في بدايات القسم الأول من مرحلة لتعليم الأساسي، وأمامه وقت طويل ليصحح مساره، كما أن هذه المشكلة التي منها تشكين تعاني منها معظم الأسر في عالمنا العربي، ولذلك أسباب كثيرة في مقدمتها تمادي الأطفال في هذه السن المبكرة في السهر أمام التلفاز، لساعات متأخرة؛ وهو ما يتسبب في استيقاظهم متأخرين عن مواعيد مدارسهم، أو في حالة من الخمول والكسل لعدم أخذهم القسط الوافر من النوم الذي يعتبره الأطباء من أهم الواجبات على الأطفال في هذه السن.

4- نظمي له وقته وعلقي له جدولا بها: فلا شك أن وضع جدول مكتوب ينظم الوقت، وتعليقه في مكان بارز في غرفة الولد، مما يعوده على احترام الوقت، وتقدير قيمته، شريطة أن تعاونيه في الفترة الأولى (الأسبوع أو الشهر الأول مثلا)، وبيني في الجدول وقت المدرسة، ووقت الطعام ووقت الراحة ووقت المذاكرة ووقت النوم، ووقت الاستيقاظ،.... إلخ.

5- عوديه على حل واجباته أولا بأول: حتى لا تتراكم عليه الواجبات، فتثقل عليه، فيتكاسل عن أدائها، وما جمل شعار (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد)؛ الذي تربينا عليه في الصغر، والذي كان له الأثر الكبير- بجانب توجيه آبائنا وأمهاتنا- في تعويدنا على أداء الواجبات في أول الأوقات.

6- اجلسي معه لتعرفي مم يشكو: فربما حكى لكِ على مشكلة تواجه في المدرسة؛ كعدم قدرته على الرؤية الجيدة لما تكتبه المعلمة من المقعد الذي يجلس عليه في الفصل، لضعف في عينيه، أو أنه غير منسجم مع زملائه الذين يشاركونه المكتب، أو أنه لا يسمع جيدًا ما تقوله المعلمة عند شرح الدروس، لما يعاني منه من ضعف في السمع، أو بسبب انخفاض صوت المعلمة، أو.... إلخ.

7- اقتطعي ولو نصف ساعة أسبوعيًا لزيارته بالمدرسة: فالكثير منا لا يدرك مدى أهمية هذه الدقائق التي تقضيها الأم أو يقضيه الأب في زيارة ولده في مدرسته، أو في فصله، ومتابعة أحواله والسؤال عن مدى تجاوبه مع معلميه من عدمه، إنها دقائق قليلة لكنها تفعل ما يعجز عنه الطب والدواء!، ولي شخصيًا تجربة في هذا الأمر، وقد حلت مداومتي على زيارة ولدي في مدرسته، بالمرحلة الابتدائية على وجه التحديد الكثير من المشكلات ودفعته دفعًا للتفوق والنجاح!

وختامًا؛ نسأل الله عز وجل أن يصلح لكِ ولدَكِ، وأن يصرف عنه كيد الشيطان ومكره.. اللهم آمين.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الكاتب: همام عبدالمعبود.

المصدر: موقع المسلم.